صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/102

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولتشبث به فلا تدعه مرة أخرى ، ولتأخذه وتمضى به ناحية إلى أبعد مدى . . . و إنه ليعود فتندفع إلى صدره باكية في حرقة ثائرة ، تطوق عنقه بذراعيها ، وتدفن في صدره وجهها ، وهي . تشرق بالدمع، فتنشج نشيجاً متقطعاً . و بهت الفتى لهذه المفاجأة ، و يسأل مرة ومرة ماذا أصابها . فإذا هي استردت أنفاسها راحت تقول في عنف وضغط : ان نبقى هنا . لن نأتى هنا أبداً . إننى خائفة عليك وعلينا من هذه الجولات التي لا تنتهى . و يعجب الفتى لهذا الإصرار ، فيقول : وأي شيء في أن أتجول ساعة أو ساعتين مع جماعة من 1 الفرسان في الغابة ، لي بينهم صديق ودود ؟ وهنا يخون الفتاة احتمالها فتندفع صائحة في ولولة ونشيج : ـ أي صديق تعنى ؟ إنه ليس فارساً . إنها فتاة . إنها ابنة الملك تتزيا بزى فارس . هكذا علمت و إنني لأخشى عليك وعلينا ! - وفوجىء الفتى بهذا التصريح العجيب ، و إن أحس له في نفسه طعا لذيذا . وراح يسألها في دهشة يشوبها الارتياح :