صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/106

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٠٤ ذهبت ، فالحرب دائرة بأقصى سرعتها ، والجيش المغير يستغل المفاجأة إلى نهايتها ، والجميع في كرب وهم ، اللهم إلا قلباً واحداً نزلت عليه هذه الحرب بردا وسلاماً ، وطمأنينة وأمنا . ذلك قلب الفتاة الراعية التي استردت منذ اليوم حبيبها وخطيبها ! ودارت رحى الحرب أيامـا ، وفوارس المدينة يدافعون كالأبطال عن مدينتهم المهددة ومملكتهم المحطمة ، ولكن المفاجأة الأولى جعلت المغيرين الكفة الراجحة ؛ وكلما مضى يوم بانت الغلبة في صفهم والهزيمة في صف المدافعين ؛ فما انقضت عشرة أيام حتى اضطر هؤلاء إلى التقهقر والاحتماء بأسوار المدينة بعد تغليق أبوابها ؛ وضرب المغيرون الحصار عليها ، وعادت الحرب تراشقا بالسهام والنبال ، حيثما أتيحت للفريقين فرصة وغفلة ولكن هذه الحال قد طالت على المدينة فامتنعت عنها الأقوات وأصبحت مهددة بالجوع إذا نفد منها المخزون ، فعم الكرب ، وزاد الهم ، وبات الملك ورجاله في أسوأ حال . . . إلا أن خاطراً واحداً كان يعزيه بعض العزاء : لقد ألهم إلهاماً أن ينهي حياة الأميرة في الغابة قبل الغارة بليلة واحدة ؛ ولو تأخر لذهبت أسيرة في قبضة المغيرين ، ولتحققت النبوءة كاملة ، فالأسر هو .