صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/107

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ه ۱۰ الحياة التي لا حياة فيها ، وهو الموت الذي لا موت فيه : « لن تكون ميتة ولكنها لن تكون في الأحياء » . تلك هي النبوءة المحيرة تتكشف اليوم عن بديهية ظاهرة . حياة الأسر هي هذه الحياة، بلا جدال . ولقد نجت منها الأميرة ، إلا أن تتحطم الأسوار ، أو أن يرغمهم الجوع على الاستفسار ! وعندما وصل في تفكيره إلى هذا الحد اضطرب فؤاده من الخوف والقلق فما الذي يمنع أن تتحقق النبوءة التي صارت واضحة مكشوفة ، ما دام الحصار قائمة والمدينة مهددة ؟ وفى حرارة القلق أمر أن ينادي في المدينة وأن يهتف على أسوارها : - من استطاع أن يرد العدو المغير ، وينقذ المدينة من الدمار ، فله على ذلك مكافأة نادرة : سيتزوج بنت الملك ، ويصبح ولياً للعهد . - ... وانطلق المنادون يتصايحون في المدينة بهذا النداء ، و يرفعون عقيرتهم فوق الأسوار ليسمعهم من في خارج المدينة من أهل المملكة القريبين ومضت ثلاثة أيام لم يتقدم أحد لينال هذا الفوز الذي كان يبدو حاماً من الأحلام ، حتى يئس الملك من الفرج ، وكاد يأمر