صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/110

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۰۸ فتحاجز الفريقان ، وعاد الفتى بفرسانه إلى المدينة لم يتخلف منهم سوى اثنين صرعا في الميدان ؛ فاستقبلته المدينة كلها بالفرح إذ كان المراقبون على الأسوار يراقبون المعركة و يعلمون الملك بسيرها طول النهار . فلما لقيه استقبله مرحباً وضمه إلى صدره مشجعاً . وأصبح الصباح فبرز الفارس وجماعته ، و برز له من المغير بن شجعانهم وفرسانهم ، فما زال يكرر وقائع اليوم الأول ويزيد حتى أوشك المغيرون على الهزيمة . لولا تشددهم بكثرة العدد وخوف الفضيحة . فما أمسى المساء حتي بادروا بالاحتجاز . وكان يوم ثالث ورابع وخامس ، ثم رجحت الكفة نهائياً و نوى المغيرون الفرار ، فتماسكوا حتى جن الليل ، ثم أقلعوا مولين الأدبار . فما أصبح الصباح حتى كانوا قد أبعدوا إلى الشمال ، فانطلقت في المدينة الزغاريد ، وعلت الأهازيج ، وراح أهل المدينة يتعانقون في الطرقات ، ويتبادلون التهانيء في بشر وانشراح . ولم يبق إلا أن يفى الملك بما وعد ، وأن ينال الفتى حامه البعيد واستقر الرأى على أن يتم ذلك بعد ثلاثة أيام ، وأن يهيأ استقبال حافل رائع للبطل المنقذ ، فيبيت هذه الليالى خارج المدينة حتى .