صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/111

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تأخذ زينتها وتستعد لاستقباله ، فإذا كان اليوم الرابع دخلها مع طلعة الشمس كما دخلها أول مرة ، حيث يذهب إلى القصر الملكي فتستقبله كذلك الأميرة . . . ... ۱۰۹ ومضى الفتى يحلم - يا مولاي - حلمه السعيد البعيد ،ومضت المدينة تتهيأ لاستقباله ، والأميرة تكاد تطير من الفرح بعريسها البطل ، وبحبيبها القديم . ولم يحس الجميع أن هناك قلباً يتمزق ونفساً تتحرق ، وأن هناك إنسانة تحس لذع الجمر ولدغة الأفعى - وعذاب الجحيم . تلك الفتاة الراعية – يا مولاى - التي كانت مولهة بابن عمها الراعي ، والتي أمست وأصبحت فإذا آمالها التي عاشت بها ، وأحلامها التي داعبتها ، وحياتها كلها التي أقامتها ، تتحطم وتتناثر في عنف وقسوة دون أن يشعر بها أحد من الناس ، فالجميع منصرفون إلى الاستعداد لليوم العظيم الذي سيقضى عليها القضاء الأخير . ماذا تصنع وهى وحيدة فريدة أمام التيار الجارف الذي لا يحس بوجودها ، ولا يعني بآلامها ، ولا يفكر فيها أقل تفكير تصرخ ؟ تولول ؟ تنطلق كالمجنونة تنادي في كل مكان : أيها الناس اسمعوا . إن هنا مخلوقة آدمية تدوسونها كالنال . . ولكن - ..