صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/112

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ما فائدة هذا كله ، ولن يسمع لها أحد ولن ينظر إليها أحد ، وصوتها مهما علا سيغرق في ضجة الهزج والهتاف ! أو مضت في خاطرها فكرة كما تومض الشعلة المضيئة من بعيد : إن الموقف العصيب ليس له إلا شخصية واحدة تسيطر عليه وترد تياره الرهيب . الساحرة ! تيتى . ربة الشعاب والوهاد . ومسخرة المردة والشياطين . . تيتى هي التي توقف هذا التيار . وراحت تنبش في أرض الكوخ فتستخرج الصرة بعد الصرة فلقد كان لها من تلك الصرر نصيب ، حينما كان الفتى يلهيها بالذهب عن الخطر المحيق . وقبل أن يخيم على الصحراء الظلام ، كانت فتاة وحيدة تركض مدفوعة بقوة رهيبة، لاتهاب الليل الزاحف، ولا الأشباح في الجبال . ودخلت الفتاة الشعب وقد خير الظلام ، فانطلقت تجرى ، وقد خامرها الرعب وهز كيانها الخوف ، ولكنها تجرى وتجرى حتى تصل إلى الكهف، فترتمى إليه لاهثة آيسة من النجاة، ويقع نظرها على الساحرة العجوز فتفزع وترتاع ، وتبادر بالقاء صرر النقود إليها وهي تلهث في ارتياع . .