صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/113

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱۱۱

وفتحت الساحرة فمها فانطلق منه فحيح مبحوح :

– من القادمة في الظلام. بلا سلام ولا كلام ؟

قالت الفتاة وهي ترتعش :

– فتاة مسكينة هجرها الحبيب وخانها الزمان. جاءت إليك تطلب رد حبيبها إليها، والانتقام ممن بغوا عليها.

عندئذ قهقهت العجوز قهقهة فظيعة كأنها عزيف الجان، وقالت للفتاة المسكينة :

– خذي نقودك فما بي إليها حاجة. اليوم يومي فاتركي اللجاجة. هيا اتبعيني إلى المدينة، أيتها المهجورة المسكينة.

ثم أخذت تحجل وترقص ونردد : آن الأوان، ودار الزمان ثم صرخت صرخة منكرة رعيبة مديدة :

الانتقام… وانطلقت تعدو والفتاة وراءها حتى صارتا على أبواب المدينة.

وأدرك شهر زاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

***

فلما كانت الليلة التاسعة قالت :

كانت الشمس – يا مولاي – قد آذنت بالشروق حينا