صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/24

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

٢٢

النبأ كادت تجن من الفرح، ولكنها خجلت فتوردت وجنتاها وانهمرت من غينها الدموع. أما الأمير فلم يكن ميله إليها إلا بمقدار الألفة التي تنمو بين طفلين خطيبين.

باتت الأميرة ليلتها لم تذق للنوم طعماً . لقد كانت عشرات الصور والمشاهدة تتوالى على حسها وهي في شبه غيبوبة لذيذة، وكانت تفتح عينيها فلا ترى شيئاً. لقد كانت مشغولة باستعراض الرؤى الجميلة التي تنبع من نفسها وتزدحم في خيالها، كانت تحس بأشتات من الأحاسيس الغريبة التي لا تدرك لها تفسيراً ولا تعرف عنها تعبيراً، فتدعها تمر على حسها متتابعة متمازجة، وهي كالمخدورة بين الأحلام اللذيذة.

وأصبح الصباح فوجد الملك الشاب في نفسه مَيلًا إلى التجوال في الغابة كأن هاتفاً يدعوه إليها، فأمر بإعداد العدة للصيد، وخرج مع الحراس ورجال الحاشية - على عادته حينما يعتزم هذه الرياضة المحبوبة.

كان الربيع قد وافى، فاكتست الأشجار بالأوراق الخضراء وازدهرت أعاليها وأطرافها بالنور المختلف الألوان، وسُمعت أصوات اليمام فيها والطيور المغردة على اختلافها، وانطلقت الأرانب البرية