صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/28

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٢٦

نفساً التهاويل العجيبة . . . حتى إذا اختفى المشهد تنفست عميقاً بعد ما أمسكت أنفاسها ، وهي تتطلع إلى الغبرة الثائرة من بعيد ووجدت نفسها تبتسم منفرجة الأسارير ، وتقلب في يديها هذه المرة المربوطة ، وكأنها حجر سحري يشيع في جسمها الاهتزاز ، ثم تحاول فكها وهي لا تقصد هذه المحاولة ، فتتفتح عن قطع صفراء ذات رنين . يالله ! إنها من الذهب ! إنها نقود !

وبهرتها هذه النقود الذهبية التي لم ترها من قبل إلا في أيدى كبار الأثرياء ، وشغلها بريقها لحظة عما في نفسها من الشعور المبهم الغريب . ولكن ما لبثت هذه الصرة وما فيها أن اتصلت في نفسها بهذا الشعور المبهم الغريب !

وفجأة رأت نفسها تسوق شويهاتها عائدة إلى الكوخ ، وهى لا تدري لماذا تعود !

وأطلت من الكوخ عجوز معروقة ثم ارتدت إليه ، وعادت بشيخ عجوز ، جعل يحدق هو والشيخة في الفتاة العائدة والشويهات أمامها وهي تسوق .