صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/30

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

۲۸

وكانت لشدة ما نالها من الاضطراب قد اختلجت أوصالهـا في هذه اللحظة ، وأحست بالأرض تحت قدميها تدور . فألقت بنفسها على صدر أمها التي أسرعت إليها تحتضنها في ذعر شديد. وتعاون الشيخان على إدخال فتاتهما إلى الكوخ ،وهى مفترة الأوصال ، مضطربة النبض ، لا تدرى أهي مريضة حقا أم أن ذلك شيء جديد ؟ !

واعتقد الوالد أنها ضربة الشمس أصابت الفتاة ، فجعل يلوم نفسه أن عرضها لرعي الأغنام ، واعتزم أن يعفيها منذ الغد من هذه العملية الشاقة ، ولو أنه محطم مهدود .

أما الأم فإن شعوراً داخلها كان يوسوس لها بأن هناك شيئاً غير عادى قد مس الفتاة اليوم، وان لهذا الاضطراب سراً غير معلوم . ولم يعسر على الشيخة أن تعلم من فتاتها كل شيء بعد قليل ، وأن تتناول صرة الذهب فتذهب بها مغضبة إلى رجلها ، وتقذفها في حجره بشدة ، وهي تقول : ألم أقل لك إن ساسو لم يكن يجوز أن تذهب إلى الغابة منذ بعيد ؟

وفوجىء العجوز بهذا الذهب يتوهج في حجره، وبهذه الصيحة تلقيها العجوز في سمعه . ما هذا وما ذاك ؟ وما علاقة الذهب