صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/34

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٣٢

هنا في الشرفة وليس هنالك في الغاب المسحور !

وفى الهزيع الأخير أحس أنه منهوك، فألقى بكرة معدنية في طست من النحاس، فانتبه الخادم الحارس مذعوراً، وهرول يلبى دعوة الملك، وحينما واجهه بهت وسمر في مكانه... لقد كان الملك لا يزال في ملابس الصيد منذ الصباح.

قال الملك : في الصباح الباكر أصحو، حيث تكون فرسى مهيأة. ولا يتبعني إلا « حور ».

فأما ساسو فكانت قد أوت إلى فراشها الخشن على القش الذي كان مهيأ لمرقدها في الكوخ، على حين ظل الشيخان ساهر بن يقلبان وجوه الرأي فيما يعتزمانه منذ الغد : فراراً بساسو هذا الخطر المحيق !

استلقت الفتاة على هذا القش لتنام، وإنها لتنام كل ليلة نوما لا حركة فيه، ولاسيما بعد أن عهد إليها برعي الشويهات في الغابة، فالتعب والحركة والهواء النقى والدم الفائر، كل أولئك كان يهتف بها إلى النوم بمجرد أن يصل جنبها إلى المخدع على هذا القش الوثير !

أما الليلة فإن هناك في نفسها أمراً يشغلها عن النوم اللذيذ... إنها لفي شغل باستعراض حوادث الصباح ورؤاه العجيبة...