صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/37

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۳٥

الشاب على الأميرة المرتقبة…أتراه لا يذكر الموعد والاستعدادات على قدم وساق ؟ !

ودار الملك دورة بالغابة، ثم انطلق يجوس خلالها، ويتفقد منفرجاتها وحناياها، وقد أخذ الرعاة يفدون. والملك يتطلع إلى كل قطيع وافد، و يلاحق ببصره الرعاة في المنعطفات وشيئاً فشيئاً يبدو على الملك الضيق والانفعال، وتتوالى على وجهه شتى الانفعالات، فيركض فرسه هنيهة والحارس وراءه، ثم يقف فجأة، و يلوى بعنان الفرس في اتجاه آخر، كالذي يبحث عن صيد شارد في الفلاة.

وتنقضي على هذا الكر والفر ساعتان، ينهك فيهما الفرسان والفارسان، و يبلغ القلق بالحارس أن يهم بسؤال الملك عما يريد، فلا يجسر على السؤال والملك على هذه الحال… وبينما هو يفكر على هذا النحو إذا بالملك يمرق بالفرس، فيخرج من الغابة كلها و ينطلق إلى تلك الأكواخ المتناثرة على حفافي الغابة، فيخرج منها نسوة مع أطفال في أسمالهم البالية وهيئاتهم الرثة، يتطلعون إلى الفارسين هنيهة في وجوم وذعر، ثم تعلو وجوههم أمارات الرضا والاطمئنان. فالفارسان ليسا من الأعراب الفتاك.