صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/38

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

۳٦

و يجول الملك بعينيه في هذه الوجوه يستعرضها جميعاً… ولكنه لا يجد بينها الوجه الوحيد الذي يبحث عنه في طرقات الغابة ومنعرجاتها، ولوكان يعرف اسم صاحبته لسأل، ولكن ما جدوى السؤال، وقد عاقته أثقال الملك وتقاليده عن السؤال في حينه المناسب، فأفلتت منه الفرصة… ربما إلى آخر الزمان ؟ وأحس الملك أن الدنيا تزم على صدره وتضغطه، حتى ليكاد صدره أن يتمزق، فخبط. جبينه بكفه، وندت من فيه الكلمات بغير حساب !

– لقد ضاعت… ضاعت إلى الأبد. وضاعت معها الحياة ! هنا وجد حور من الجرأة ما يسأل به الملك :

– من هي التي ضاعت يا مولاي ؟

قال الملك :

– الفتاة..

وأدرك حور كل شيء، وأعوزه أن يجد ما يقول ؛ فلقد كان بود لو يذكر الملك بالعرس المرتقب في نهاية الأسبوع، و بالأميرة المنتظرة، وبالقصة كلها… ولكن وجه الملك لم يكن يشجع على شيء من هذا كله. فقال حور على غير قصد منه :