صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/42

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٤٠

ثم يعطو ذلك الركب الكليل. حتى تدركه الهاجرة فيستظل و يقيل.

فأما الملك – يا مولاي – فقد لوى عنان فرسه إلى الغابة كما قلنا وخلفه تابعه الأمين، وكانت الشمس قد أوشكت أن تتوسط السماء، ودار بها دورة ودورة قبل أن ينظر حور إلى وجه مولاه، فيرتجف، ويعلو وجهه الاصفرار.. إنه الشر !

فلن تعود الأمور منذ اليوم تسير كما كانت من قبل تسير !

وكرا راجعين إلى القصر، فإذا الهمس الحذر يتلصص في جميع جوانبه، والأميرة العروس قلقة تتطلع من نوافذ قصرها في طرف الميدان الآخر، تترقب عودة العريس الشاب الذي ستزف إليه بعد أيام قلائل، ثم هي لا تعلم فيم يذهب إلى الغابة منذ يومين ؟ وفيم يبيت ليلته لا يخلع ملابس الصيد ؟ وفيم يخرج اليوم منفرداً لا يتبعه إلا حور؟

ألا إنه لأمر !.. ولكن أولا تعلم العروس الحبيبة هذا الأمر ؟

ولم يستطع أحد وهو يرى وجه الملك العائد أن ينبس بكلمة حتى آوى الملك إلى جناحه الخاص ؛ ثم استدعى تابعه الأمين حور فكلفه أن يتخفى في زي الرعاة، ثم يتحسس من خير الفتاة بين

الأكواخ، دون أن يشعر أحداً بتحسسه.