صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/43

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤١

وانطلق حور ينفذ أمر مولاه، وبقى الملك ينتظر، ولكنه لم ينتظر ساكنا ولا صابرا. لقد ظلت عشرات من الصور والخيالات تغزو نفسه وخاطره، وكان بهش لها جميعا، إلا خاطرا واحدا أسود كان يرتجف له كيانه :

– ترى قضى الأمر كله فلا لقاء بعد اليوم ولا اجتماع ؟ ! ولكنه سرعان ما كان يهرب من مواجهة هذا الخاطر الأسود حتى إذا ألح على خاطره حرك يده بعنف كمن يطرد شيطانا مساوراً، ثم قام يتمشى في اضطراب، أو يطل من الشرفة وهو يخطو خطوات مرتجلة لا هدف لها ولا اتجاه.

… ثم عاد الرسول !

لو أن صاعقة انقضت على رأس الملك في هذه اللحظة لكانت أخف وقعا… . – لقد رحلت ساسو مع أبويها إلى حيث لا يدرى أحـد من الرعاة ! ساسو… ما أحلى هذا الاسم الجميل. ساسو وتاسو. ما أحلى اجتماع الاسمين. أتراها الأقدار قد وفقت هذا التوفيق العجيب بين اسم في القصر واسم آخر في الكوخ ؟.. ولكنها رحلت !