صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/47

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٥

في الصباح نبأ المرض الخطير، خطفت القلوب، واهتزت الأعصاب وتوجه الناس بالصلوات والدعوات أن ينجى الإله الملك… ثم انصرف كل إلى شواغله ليرتزق منها ويعيش !

بقى قلب واحد لا يطمئن إلى هذا الذي يقال ، ولا يرضى بالحيلولة بينه وبين من يهواه. ذلك هو قلب الأميرة تيتى. فما بال اللك الشاب ينقلب بين الصبح والمساء من الصحة الموفورة ، والشباب المنصور ، إلى المرض الداهم والداء الخطير !

وما بالها تحجب عن الملك المريض وهو ابن عمها القريب وخطيبها الحبيب ؟ أو ممكن أن يتم هذا الانقلاب كله ما بين يوم وليلة ؟

ثم ما بالها لا ترى وجه دور تابعه الأمين ؟ لقد قيل لها :

إنه بعث في رحلة إلى الصحراء لإحضار بعض العقاقير النباتية التي أشار بها الأطباء. ولكن هذا كله لم يكن ليطمئن فؤادها المضطرب ، أو يأخذ طريقه إلى قلبها المتوجس. لقد ظلت هواجس سوداء تندس في نفسها وتوسوس في صدرها : إن هنالك لأمراً. و إنها لا تدرى ما الأمر ، ولكنها تحس أنه شيء آخر غير الذين يقولون !!!

وعندما غادرت القافلة حدود المدينة وجد الملك نفسه يعرج