صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/49

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٧

عدوة الطريق !… وكأنما فوجئ الملك بهذه الكلمة ! فما الطريق ؟ ما الطريق التي انتوى أن يسلكها ؟ إلى الشمال أم إلى الجنوب ؟ إلى الشرق أم إلى الغرب ؟ إنه لم يسأل نفسه هذا السؤال، ولم يطرحه عليه أحد وهو في هذه الحال. فما كان في موقف يسمح لأحد أن يسأله : إلى أين ؟

إنه يريد الحورية الهاربة، تلك التي مرت كالحلم في حياته ثم أدركه الصحو فلم يجد أثراً لطيفها الجميل. يريد هذه النجمة التي لاحت له فحسبها ملك يديه، ثم إذا هي تبعد في الأفق حتى تغيب، وتتركه قائماً في مكانه لا يدرى كيف يذهب، ولا أين الطريق ؟

أين الطريق ؟

وأين ذهبت هي ليدري ما الطريق ؟ شرقت أم غربت، وانحدرت إلى الشمال أم أصعدت في الجنوب ؟

ثم التفت إلى حور :

— أو لم يقل لك أحد أين توجهت : إلى الشمال أم إلى الجنوب ؟

ونكس حور بصره وهو يقول :