صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/51

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٩

كيانها كله ، كالثمرة الناضجة التي لا تجد من يقطفها في اللحظة المناسبة ، فتعطب و يدب إليها الفساد.

فلما استقر بها وبأبويها المقام في النهاية على مرعى من مراعى الصحراء المتناثرة ، بجانب خيام لبعض الأعراب هناك ، عرفت نهاية المطاف ، وآوت إلى صمت كئيب مخيف ، لم تفلح العجوز الثرثارة أن تخرج فتاتها منه إلا إلى نحيب مؤلم ، و إلى تأفف ثائر ، لا تلبث الفتاة ان تهرب على إثره من وجه العجوز البائسة لتخلو إلى الهم المطبق المقيم

واتصلت العلاقات – بعد قليل – بين الشيخين والأعراب. المقيمين حول المرعى. ولفتت ساسو الجميلة نظر شاب من الأعراب الضار بين في الخيام ، فتن بها قلبه منذ النظرة الأولى، ولكن طابع الحزن القاتم حز في قلبه ، فآلى على نفسه إلا أن يضم هذه الفتاة الحزينة إليه ، لملأ حياتها بهجة وحبوراً.

وحدث أبويه بما يجول في نفسه – وأبوه شيخ القبيلة – فوافقاه ، وتقدما يخطبان ساسو من أبو بيها. ولما كان الشيخ يدرك أمر الفتاة كله ، فقد أشفق أن يجيب ، ولكنه كان محرجاً فهو نزيل في جوار شيخ القبيلة ، ولن يأمن رده خائباً بعد ما أسلف