صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/57

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥٥

الطرق، إن كانت قد قدرت في حسابها اللقاء ؟ !

و يقول الملك : الحق معك ياحور. لقد أتعبتك وأتعبت رجالك، فامضوا أنتم إلى هناك في رعاية الإله، ودعوني هنا وحدى، فما عاد لك في خير، ولا عاد لي في نفسي أمل. فإما ، اهتديت إلى من أريد، وإما أكلتني وحوش البرية، أو أهلكني الجوع والعطش، فأستريح من هذا العذاب الذي أقاسيه !

ويأبى حور على الملك، ويظل يتلطف معه أياما وليالي، و يحدثه بالعبر، ويقص عليه من السير، و يعرض له حوادث الفرج بعد الضيق، واللقاء من أقرب طريق، حتى يلين جماح الملك، فيقبل العودة، لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.

وكرت القافلة عائدة، وكلما خطت خطوة إلى الأمام تلفتت عين االك وقلبه، وأحس بالهزيمة والانكسار. لقد كانت عودة القافلة عودة الجيش الهزيم المنكسر يجلله الخزى واليأس، وكانت الجمال قد هزنت كالرجال، فكان يخيم على الجميع جو من الهمود والوحشة والكلال.

وأيقن الملك أن الحلم المشرق البهيج الذي لاح له في حياته فترة قصيرة قد مضى وانطوى، وأن « ساسو » الجميلة ليست