صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/59

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥۷

شفائه، فتدق الطبول وترفع الأعلام وتقام الأفراح و..و..

أشار إليه بيده في يأس :

ـ لا داعي إلى شيء من هذا كله. فالذي عاد اليوم جسد هامد قد فارقته الحياة !

ووجم المشير الشيخ وانطمست في قلبه كل أشعة الفرح وسأل في يأس وانكسار :

— ماذا إذن يامولاي ! أجاب الملك :

— يبقى كل شيء على حاله، وتظل أنت في تصريف شئون الرعية. وليعلم الناس أن لي شأنا آخر يصرفني عن الملك كله وعن الناس !

قال المشير :

— لن يصلح الأمر هكذا يا مولاي. فالشعب لن يفهم هذه الألغاز، ولن يصبر طويلا على هذه الحال !

قال الملك

— إذن تصرف في الأمر كما تشاء وآوى إلى مخدعه الذي فارقه منذ زمان. دون أن يعلم أحد شيئا. وذلك بحكمة الشيخ الرزين.