صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/60

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٥٨

لم تعد للملك حياة. لقد كان محقاً فيما قال. لقد عاد جسداً هامداً فارقته الحياة. عادوا لهم يجثم على صدره فيتراخي و بهمد ولا يحاول المقاومة. وعجز « حور » كما عجز المشير الشيخ أن يجدا لداء الملك علاجا، وسقم جسمه، وهذه المرض ستة أشهر طوال. إلا أن خاطراً مضيئاً قد التمع ذات يوم في نفس حور… فإذا هو يقترح على الملك أن يخرج للرياضة في الغابة، فقد تعاوده الصحة ومن يدرى. فقد يتراءى خيط من رجاء !

وكأنما كان الملك يسمع وحيا من السماء، فانتفض نشيطاً وأبرقت أساريره للخاطر الجديد. ولم تكن إلا لحظات حتى أعلن في أرجاء القصر، وفي أرجاء المملكة، أن الله قد من على الملك بالشفاء، وأنه في دور النقاهة، وقد نصح له الأطباء بالتحول في الغابة ليستنشق هواءها المعطر، حتى تكمل له عافيته بإذن الإله ! واجتمع الشعب في الساحة الواسعة، وقد استخفه النبأ بعد الانتظار الطويل، وتهيأ الملك وتابعه للخروج، وقد كاد ينتصف النهار، في الوقت الذي جاء فيه رسول الأميرة الشابة المعذبة يعلن عن رغبتها في مقابلة الملك بعد طول الاحتجاب، وشوقها الذي لايوصف بعد الغياب…