صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/63

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

هنا أيها الفارس الجميل ». ثم يغيبان عن الوجود !

كان الشيخان قد رحلا عن المكان بساسو فما عاد لها عند شيخ القبيلة جوار… وكان الهم الذي ركب ساسو يحز في نفسيهما فيدركان يوماً بعد يوم أنهما قاتلان ، وهما يريانها تذبل في كل يوم وتذوى ، وتنطفىء شعلة الحياة في كيانها الجميل

وثقل الهم والشيخوخة على الوالد ففارق الحياة، وترك العب كله على عاتق العجوز فلم تطقه طويلا، وآثرت أن تترك ساسو وحيدة في هذا العالم ، وتذهب إلى العالم الآخر بعد طول النصب والإعياء

ونظرت ساسو فإذا هي وحيدة في الصحراء. فخطر لها في ساعة من ساعات الضعف أن ترتد إلى خباء شيخ القبيلة تعرض نفسها على فتاه.. ولكن العزة أدركتها. بل أدركها رجاء آخر. رجاء جنوني ، ولكن الحب يزينه و يقرب آماده.

— أما إنها لتعودن" إلى الغابة. فستجد الفارس الجميل هناك !

تعود إلى الغابة ! وأنى لها أن تعود ؟ تعود وبينها وبين الغابة تلك المفاوز والمهالك ، وهي فتاة وحيدة لا علم لها بالطريق ولا معين لها في الأسفار ؟