صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/64

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٦٢

ولكن الحب لا يعرف المستحيل. وإنها لتسير وتسير. فهى تعلم أن الوادي في الغرب، فلتكن الشمس هي الدليل. وكاد أن يدركها العطب مرات، ولكنها كانت تنجو. فلما بلغت الوادي كانت قد استحالت صفراء غبراء هزيلة، وهي في روق الشباب.

وهوت إليها الأفئدة، فوجدت طريقها في مركب إلى مملكة تاسو… ووجدت قدميها تقودانها إلى الغابة في الصباح الباكر بعد اليأس من العودة إلى مهبط الحب الأول. ولكن ها هي ذي تصل إلى الغابة فلا تجد الفارس الجميل، فتنهار أحلامها وتنهد قواها، وينكشف لها الوهم عن الخيبة المرة الأليمة. وإنها لتكاد تتردى تحت تأثير الصدمة القاتلة، فتتهالك مهدودة لتنام حيث كانت يوم التقت بالفارس الجميل. وفى النوم تعتادها الرؤى البهيجة، فترى الفارس الجميل يختال بفرسه الجميل، وتسمع صوته العذب القوى النافذ يناديها، فتجرى إليه كالمجنونة… ثم تصحو فإذا هو طائر من طيور الغابة يحلق إلى بعيد وتجد في نفسها الانس والبشر بالحلم الذاهب والطائر المبتعد، وتحس طمأنينة عجيبة وشوقاً كذلك جارفاً، وتجد في كيانها نشاطاً موفوراً