صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/65

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٣

ونحس بحاجة شديدة ماسة إلى أن تغنى أو تبكى أو تطير !

وكانت الشمس قد ارتفعت حتى كادت تستوى في كبد

السماء، والدنيا ربيع کالربيع الأول الذي اجتمعت إبانه بفتى الأحلام، والدفء المنعش يفتر الأوصال، ويشيع فيها خدراً لذيذاً أشبه بنشوة السكر اللطيف، والطبيعة كلها تتفتح كالعذراء الناضجة تداعبها أشهى الأحلام

وتطلعت الفتاة هنيهة إلى الطبيعة حولها في فتور، ثم تمطت ونشرت ذراعيها في الفضاء، ثم هبت واقفة. ونظرت كالذي يستشرف آفاقاً بعيدة، وإن كانت في الواقع لا ترى إلا الحلم الوضيء الجميل ثم مرت لحظة… ثم كان ما كان…

وأدرك شهر زاد الصباح، فكنت عن الكلام المباح

***

فلما كانت الليلة الخامسة قالت : عاد الملك إلى قصره وقد تبدل إنسانا آخر، متهلل الجبين. متوفر القوة، جم النشاط. عاد وبرفقته الحورية التي أطلعتها في حياته الأحلام، وردتها إلى حياته الأحلام، فلم يعد يصدق إلا أنه في حلم من الأحلام.