صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/66

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٦٤

فأما « حور » تابعه المخلص الأمين فكان يعلم من القصة كل شيء، وأما مشير الملك ورجال الحاشية فلم يكونوا قد عرفوا بعد جلية الأمر. لهذا دهشوا وهم يرون الملك عائداً وقد أردف خلفه فتاة من الرعاة !… أتكون هي الصيد الذي خرج الملك إلى الغابة يبغيه ؟ !

لقد عقدت الدهشة ألسنتهم جميعاً، وزادت دهشتهم حينها رأوا ملكهم يترجل ليمد يده إلى فتاة الغابة، فيساعدها على النزول و إن لم تكن في حاجة إلى المساعدة، فقد انفلتت عن ظهر الفرس كالظبى النافر، و إن كانت ما تزال تبدو عليها آثار التعب والهزال وكانت الكلمة الأولى التي فاه بها الملك للمشير، والدنيا لا تكاد أن تسعه من الفرح الجارف المتوثب في حركاته ونبراته :

— لقد وجدتها أخيراً. لقد وجدت الحياة !

ثم أشار إلى حور إشارة خاصة فهم منها كل ما يعنيه. ولم تمض لحظات حتى كانت فتاة الغابة في الحرم، في طريقها إلى الحمام، تتهيأ للحياة التي نسجتها من خيوط الأحلام.

ولم يبد على المشير الشيخ أنه يفهم شيئاً من هذه الألغاز، ولكن الكثيرين من رجال الحاشية فهموا كل شيء، وصدقوا