صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/68

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۶۶ الغابة – كما أسموها – هي الأميرة الجديدة . . . وانطلقوا - - يتحزبون ويتجادلون و يثرثرون : فأما فريق منهم فمتذمر لهذا الانقلاب الذي يقصى الأميرة الأصيلة بعد طول انتظار ، ليحل محلها فتاة من الغابة لا يدرى أحد شيء عن أصلها ونشأتها ، ولا تتطلع طبعاً إلى أن تصبح سيدة القصر وربة التاج . . . ومن هذا الفريق فتيات المدينة ونساؤها جميعاً ! وأما فريق آخر فمستبشر مهلل بهذا الانقلاب ، وفي صميم نفسه شعور غامض بأن هذا تصرف إلهى يرفع من مقام الشعب ، ويزيل الفوارق بينه و بين أكبر الرءوس في البلاد ! و باتت المدينة تلغط وتثرثر بمثل هذه الأحاديث ، يرتفع الجدل تارة و ينخفض أخرى، ويكاد أن يصل في بعض الأحيان إلى التصادم والشجار ، لولا أن يبرز عاقل أو عاقلة فيرد الأمر إلى الهدوء والاعتدال . وكثرت الفروض، وتعددت التأويلات ، وانتشرت القصص والأساطير ، حول الحادث الخطير : زعم فريق أن الكهنة والعرافين كانوا قد تنبأوا الملك الراحل