صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/72

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۰ ومضت الساعات الباقية من النهار، والأميرة في اضطراب، تحاول إخفاءه، وفي حركة حائرة لاتستقر ولا تهدأ ، ولا تتجه بها وجهة معلومة . وأقبل الليل يمشى وئيدا كالحاً رهيبا ، فانفردت الأميرة في حجرتها ، وأقصت عنها الوصيفات والجواري ، كأنما تفر من مواجهتهن وهي هزيمة كسيرة . . . و بدا لها أن الفلك قد كف عن الدوران ، وأن الليل قد جثم في مريضه ، يتطلع إليها بألف عين وعين ، ويغمز لها غمزات السخرية والنكاية والإذلال . . . وأحست بالحمى تتمشى في مفاصلها ، وتصعد إلى رأسها فيفور ، وشعرت بأن شعرها يتناثر و يقف ، فضغطت رأسها بكلتا يديها ، وقامت متفزعة تذرع الغرفة الواسعة في شبه جنون . وظلت هكذا تروح وتجيء ، وأفكارها مشتقة كخطواتها لاتستقر على وضع ، ولا تركن إلى فكرة ، حتى أحست بالإعياء فاستلقت مرة أخرى في كلال وكا" فما أدركها النوم ، فاذاهى ترى فيها يرى النائم أنها مع ابن عمها الشاب في خلوة رائقة ، والقمر يطل عليهما من النافذة . و بينما ها كذلك إذا بفراشة صغيرة ترفرف في الفضاء ثم تقرب