صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/73

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۷۱ من النافذة المفتوحة ، فيتوجه إليها نظر الشاب . . . ثم إذا هي تكبر وتكبر حتى تصير في حجم النسر الكبير . و إذا هي تطوق الملك ، ثم تنطلق به من النافذة في الفضاء ، والأميرة تحاول أن تلحق بهما فلا تستطيع . و إذا هي تصرخ مستغيثة . ثم تفتح عينيها فإذا الوصيفات من حولها ، و إذا نور الفجر يوصوص من الشباك ! وصحت الأميرة مكدودة لتستقبل الصبح الميت ، فإذا الكون كله في نظرها قدمات ، و إذا هي تحس أن ما يفصلها عن الأمس آباد و آباد ، وأن الماضي بعيد بعيد ، وأن الدنيا من حولها شيء غريب ، وأنه لاتربطها صلة بكل هذا الوجود . وقالت إحدى الوصيفات : ـ ألا تأمر مولاتي باستشارة إحدى العرافات ؟ وأضاء هـذا الخاطر المفاجىء قلب الأميرة ، فشع في عينيها الرجاء ، وأمرت إحدى الجواري أن تنطلق إلى عرافة شهيرة بالمدينة . . . وماهي إلا ساعة حتى كانت في حضرة الأميرة : . وقالت لها الوصيفة بعد استقبال حافل : - إنك ستؤجرين أجرأ يغنيك العمر كله ، لو استطعت أن تكشفى لمولاتي عما سيتم في الأمر المعروف ، ولو استطعت أن -