صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/76

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٧٤ الصمت الساحر الذي يبسطه القمر على الأكوان ، فسبحت الأميرة في أحلام غامضة ، لا تتبين فيها إلا أطيافا متراقصة مبهمة السمات ؛ ولم يكن هناك صوت ولا نأمة إلا وقع حوافر الحمارين في الرمال، ومالبث هذا الوقع أن غمره السكون الشامل ، فإذا هو نغمة رتيبة منسجمة في موسيقى الضوء والعضاء ، فهدأت فورة نفسها ، وغمرها شهور هاديء ، وبعدت عن خيالها صورة المدينة ، وغابت في الرؤى الغامضة التي تتراءى ولاتبين و بعد مسيرة ساعتين أدرك الأميرة التعب من مركبها الذي لم تعتده ، فهمت أن تسأل العرافة : إلى متى نحن نسير ؟ ولكن هذه فتحت فمها لأول مرة تقول : - ترجلي يا مولاتى فقد دخلنا وادى الشياطين . وقف شعر الأميرة وهي تسمع هذه الكلمات المرعبة ، وهمت أن تصرخ ، لولا أن أشارت إليها العرافة قائلة : حذار أن تفسدي كل شيء، وأن تهلكينا جميعاً . وترجلت الأميرة كما صنعت العرافة التي قيدت الحمار ين ، وربطتهما إلى صخرة ثانئة ، ثم أخذت بيد الأميرة تقودها في ان شعب ضيق ، لايكاد يتسع لها في المسير ..