صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/77

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

Yo وظلت العرافة تتمتم بكلمات غير مفهومة ، وتشير بيديها إشارات غريبة ، والأميرة صامتة قد استسلمت للقدر ، بعد أن لم يعد يجدي الحذر . و بعد مسيرة نحو نصف ساعة على الأقدام ، لاح للأميرة كهف في نهاية الطريق الضيق ، فالتفتت إلى العرافة تستفهم ، فأشارت إليها بأنه كهف الساحرة ومن معها من المردة والجان، وهم رفقاؤها في ذلك المكان ! فارتجف كيانها كله ، وتسمرت في مكانها لا تبرح . ولكن العرافة دفعتها إلى الأمام مشجعة بأنها قد تلت من التعاويذ والرقى ما يضمن لها السلامة . م و بعد خطوات كانتا على باب الكهف الضيق المظلم حيث لا يدخله ضوء القمر ، ونظرت الأميرة فرأت على ضوء مجمرة في وسط الكهف ، شبحاً يتحرك مكانه حركة خفيفة ، وهمست العرافة في أذنها : اتبعينى ولاتخافى وسارت الأميرة محنية الظهر خلف العرافة كيلا يصطدم رأسها بالصخر في سقف الكهف ، فلما صارتا أمام الشبح ، نظرت الأميرة فإذا عجوز معروقة الوجه ، ضامرة الخدين ، ناتئة الصدغين ، غائرة العينين ، منتكثة الشعر ، مخيفة النظرات ، كأنها إحدى الجنيات