صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/78

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

YT فارتجفت الأميرة ، ولكن العرافة تقدمت فجئت على ركبتيها ، وأخذت بطرف الثوب الخلق الذي ترتديه الساحرة فلثمته ، ثم أخذت من التراب الذي تحت قدميها وحثت منه على رأسها ، وأشارت إلى الأميرة أن تصنع صنيعها ، ففعلت وهي مأخوذة . ولما أتمت العرافة هذه المراسيم تناولت صرة كانت قد تسلمتها من الأميرة ، فدستها تحت الفروة التي تجلس عليها الساحرة ، وقالت : قطعنا السهل والجبل . إليك في الأمر الجلل . فقالت الساحرة : فات الأوان . فانتظرى دورة الزمان . . . ! ثم أشارت إليهما بالجلوس ، فجلستا على الأرض والمجمرة بينهما يفوح منها البخور ، وهى لاتكف عن التمتمة إلا ريثما تردد هذه الألفاظ المعدودة : فات الأوان ، فانتظرى دورة الزمان ! ولما فرغت من التمتمة نظرت إلى الأميرة وقالت : ستكونين منذ الليلة شريكتي في الدار . فما عاد لك في المدينة قرار . وفي حشاك الحقد والبغضاء . تحرق سكان الأرض والسماء . ولكن فات الأوان . فانتظرى دورة الزمان . وصمتت كأنما هذا فصل الخطاب ! ا -