صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/81

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۷۹

صورة الإنسيات إلى صورة الجنيات، راحت تردد بصوت مسموع :

– يتزوج الملك تاسو. من فتاة الغابة ساسو. أما الخطيبة الأميرة، فترتد ساحرة شريرة… الخ. وهى تحثو على رأسها التراب، وترقص رقصات جنونية هستيرية، في هيئة تقشعر لها الأبدان. وما هي إلا لحظة حتى امتلأ المكان بأشباح لا عد لها ولا حصر، تحثو على رأسها التراب، وترقص رقصاتها الهستيرية وتردد معها الكلمات في صوت مبحوح، يثير الرعب والفزع. فما لبثت العرافة أن خرجت راكضة، وهي تتلو التعاويذ، والشعب كله يدوى بعزيف الجان

وأدرك شهر زاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح...

***

فلما كانت الليلة السادسة قالت شهرزاد :

… و بينما كان وادي الشياطين، وكهف الساحرة، يدويان بعزيف الجان الحاد المبحوح، و برقصات الأميرة الهستيرية وخدم الساحرة العفاريت.. كانت المدينة تزخر بالزينات والأنوار والجماهير، وتنطلق في جوها الزغاريد والأغاني والأهازيج ؛ وقد نسى الشعب الأميرة وقصتها، واندمج في أفراح الملك وفتاة الغابة،