صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/82

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۸۰ و بخاصة بعد أن دعى الجميع إلى موائد الملك في الميادين والطرقات ، فأكلوا وشبعوا وانطلقوا يهزجون و يغنون ويرقصون . فإذا بقى من يذكر الأميرة ، فبعض النسوة والفتيات ، يذكرنها بالعطف والمودة في مقابل ما يذكرن فتاة الغابة بالزراية والغيرة ! ولكن التيار يجرفهن ، فيشاركن المدينة في أفراحها العظيمة . . أما في داخل القصر فقد كان هناك قلبان يشعان بالبهجة والمرح والحبور ، ويرفان بالسعادة والنشاط والتوثب ، و يفيضان بالرجاء والثقة والتطلع ، ويخفقان بالحب والفتنة والانطلاق : قلب الملك الشاب وقلب الحورية الفاتنة . وأطل الملك من شرفة القصر على الساحة و بجانبه عروسه ، فإذا الساحة الواسعة تموج بالمشاعل والناس والزينات ، و إذا الأغاني والأهازيج والهتافات تتعالى في الجو القريب ، وتترامى أصداؤها إلى بعيد ، فتلتقى الأصداء المنبعثة من شتى الأرجاء . فأحس العروسان أن الدنيا كلها ترقص وتهزج وتغنى ، واتصل الهزج الراقص ، والنغم الصادح ، بالأهازيج والأغاني الشائعة في دمائهما وفى كيانهما كله ، فاندمجا - على البعد – في ضجة الجماهير ، وهزج الجموع ، ونبار الراقصين ، ونسيا الملك والقصر، ( - 1 |