صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/84

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۸۲ حتى إذا أوفت الحامل أيامها ، وحانت الساعة المنتظرة ، امتلأ القصر بالأطباء والكهنة والعرافين ، واجتمعت « الدايات » المشهورات وعلى رأسهن «داية » القصر التي تلقت الملك يوم ميلاده؛ وتجمعت الوصائف والجواري في حركة ذاهبة آيبة لإعداد المعدات للقادم الجديد . والملك في قلق يداريه ، ولكنه يبدو على الرغم مما يصل إلى سمعه من الأخبار المطمئنة عن . حالة الملكة . ولم تعان الوالدة شيئاً من شدائد الوضع ، فقد كان جسمها كله سليما ناضحاً نامياً . و إن هي إلا فترة حتى أعلن في أرجاء القصر أن أميرة ملكية قد استنشقت أول أنفاسها ، وأن الملكة الأم في أتم صحة وأحسن حال ، فانطلق البشير ينادي في أرجاء المدينة بالنبأ السعيد ، ووفد العظماء والكبراء على القصر يهنئون ويبشرون ، ومدت للشعب الموائد وذبحت الذبائح في كل مكان ، وانقلبت المدينة تهزج كما صنعت قبل عام ؛ و إن تكن المولودة بنتا وليست بالغلام ! فقد كان فرح الملك لا يوصف بصحة الأم ونجاتها ، ومن فرحه الدافق فاضت المدينة بأفراحها . وأمر الملك فاجتمع الديوان ، وجيء بالكهنة والمنجمين والعرافين ، لينظروا في طالع الأميرة الوليدة ، ويروا نجمها