صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/87

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۸٥ - - يامولاى إن هم إلا راجمون بالغيب ، وقد قالوا ما بدا لهم فلندع الأمر للسماء ، تدير الأمر بما كتب وراء الغيوب . فسكت الملك ، وأشار حور على المجتمعين بالانصراف . وقد خيم على الجو رهبة وسكون . فلما انصرف الجميع ، وخلا حور إلى الملك ، حاول أن يطمئنه و يبعث إلى قلبه السكينة ، ولكنه ظل قلقاً تساوره الأفكار والخيالات ، ويحاول أن ينفذ بخياله إلى ماوراء تلك الألغاز : كيف لا تكون الأميرة ميتة ، ثم لا تكون في الأحياء ؟ إن هذا إلا حديث مجانين ، أو أن هناك أمراً يخفون ولكن مرور الأيام ، ونمو الأميرة الصغيرة ، وصحة الملكة الأم ، جعلت الملك يطمئن ، و إن جعل القلق يساوره بين الحين والحين ، فيخبط في الأوهام والظنون . ومضى الفلك - يامولاى - يدور ، والشهور تعقب الأيام ، والسنون تعقب الشهور . والأميرة الصغيرة تنمو وتترعرع كالزهرة الندية الجميلة . . . ولكن لا يؤاخيها أحد ، ولا يعقبها مولود كأنها آخر العنقود . وعبثاً ذهبت جهود الأطباء والكهنة في في علاج العقم الذي لازم الملكة ، فزاد هذا من إعزاز الأميرة ...