صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/88

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۸۶ الوحيدة ، وضاعف المخاوف على حياتها ، وظلت النبوءة تعاود الوالدين في خشية و إشفاق، على ما كان يبذله «حور» من محاولات شتى لبث الطمأنينة في قلب الملك . حتى بلغت الأميرة السابعة من عمرها السعيد وتفنن رجال القصر ونساؤه في رعاية الأميرة ، وإحاطتها بالمباهج ومظاهر التدليل . فللا ميرة جناحها الخاص تحت إشراف أخلص الوصائف ، وهي تستيقظ في الصباح على نغمات موسيقية رقيقة ، تعزف في البهو خارج المخدع ، وترتفع شيئاً فشيئاً ، مختلطة بزقزقة العصافير في الحديقة، وتغريد البلابل والشحار ير في طلعة الصباح ، وتقترب من مخدعها قليلا قليلا ، بينما المباخر والمجامر تؤرج الجو بأريجها المعطر ، يتسلل إلى خياشيم الأميرة من الخارج وينعشها في أثناء يقظتها ، حتى إذا أحست الوصيفات أن الأميرة قد استيقظت ، تقدمت الوصيفة الخاصة ، ففتحت باب المخدع لتصبحها بالخير والسعادة . ثم ينقضى النهار بين اللعب والمراح . وتكر السنوات والأميرة تنمو وتتفتح ، حتى إذا بلغت الرابعة عشرة نهد ثدياها ، والتف خصرها ، واستدار ردفها ، وتوردت وجنتاها ، والتمعت نظراتها ، ونضح فيها الحياء المخدور ، .