صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/90

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٨٨

مرة. إنها ذكرى عهد الشباب الذي لا يعود !

أما الفتاة فيدركها الوجوم لحظة. واسكنها تزهى بهذا الاطراء المستور لجمالها، فتنطلق من فيها العذب ضحكة رنانة. وهي تقول في دلال جميل وتخابث بريء :

– إذن أنت تحبها إلى هذا الحد يا أبتاه ! ولا يزال حبكما حيا على مدى الحياة ؟

ثم تنطلق راكضة كالظبي المدل وهي تقول :

سأذهب حالا لأفشى لها هذا السر الخطير !!!

وأبوها يتابع بنظره وقلبه خطواتها القافزة، وهو غارق في حلم جميل طويل. وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح

***

فلما كانت الليلة السابعة قالت :

وكان مساء وكان صباح، وانبعثت النغمات الشحية والنفحات الأريجة، تتسلل إلى مخدع الأميرة كالأحلام، وتوقظها من سباتها في رفق… غير أن الأميرة لم تنتفض من فراشها خفيفة نشيطة طافرة مرحة، كما تصنع في كل صباح. بل قالت للوصيفة التي بادرتها بالتحية : إنها تحس وعكة خفيفة في هذا الصباح.