صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/92

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ويبث حور العيون والأرصاد على كل قادم إلى المدينة من الشمال ، عسى أن يكون هو الطبيب المنظور ، حتى يمين الأوان ، ويستدير الزمان ، فيفد الطبيب الشمالي للبحث عن بعض العقاقير في الغابة ، وما يكاد يبدأ البحث حتى يحيط به العسس في اهتمام ظاهر ، وحتى يدعى إلى قصر الملك فوراً ؛ فيذعر ذعراً شديداً ، ويفكر صفته وغايته ، ويستشفع لديهم بكل عزيز أن يطلقوا سراحه ، فلا . يسمع من الجميع إلا قولهم الجميع إلا قولهم : أنت مطلوب الملك ، أنت مطلوب الملك . حتى إذا وصل إلى القصر وقد سبقته الرسل ، استقبله حور فطمأنه على حياته ، وأنبأه النبأ ، ووعده أجمل الوعود ، إذا هو رد إلى الأميرة عافيتها ، وأعاد إلى المدينة طمأنينتها ، بعد أن خيم عليها الحزن وشملها الركود عاما و بعض عام . عندئذ تعود للطبيب طمأنينته ، فيطلب رؤية المريضة ، و يعرف في الحال مرضها، ويشير بأن العلاج الوحيد هو هواء ا اء الغابة ونسيمها وشمسها وظلالها، فيجب أن تقضى الأميرة فترة من كل يوم في الغابة ، تشم هواءها ، وتجول فيها حينما تسمح صحتها بالتجوال . أما في مبدأ الأمر فيكفي أن تجلس أو أن نتمشى قليلا . (