صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/95

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۹۳. فرساً وتجول في الغابة كيلا يجهدها السير الطويل في أرجائها البعيدة . فرغبت الأميرة أن تتزيا بري فارس، وأن تصحبها كوكبة من الفرسان ، وأن تتدرب على ألعاب الفروسية ، فهي تجد في نفسها ميلا إليها ، وقدرة عليها . وسرعان مانفذت رغبتها ، فإذا بها في الصباح ترتدي ملابس الفرسان ، فلا يشك أحد وهي قائمة على الفرس ممشوقة القد ، معتدلة الجسم في أنها فارس ، و إن كان أثر من الشعوب لا يزال في وجنتيها . ومرت الأيام واشتد ساعد الأميرة ، ومرنت على ألعاب الفروسية ، وعاد إلى وجهها التورد والنضارة ، وأخذ جسمها الفتى يمتلىء ويستدير ، وتبرز معالم الأنوثة فيه على الرغم من كسوة الفارس التي تخفيه ! ثم أقبل الربيع ، ونضح الجو بالدفءاللذيذ ، وخدرت أنفاسه بالأريج المعطر ، وأحست الفتاة أن في حناياها أشواق تائهة لا تعرف لها كنها ولا اتجاها ، واشتاقت إلى كل شيء ، وحنت إلى كل شيء ، واستمعت في ضميرها إلى أصداء غائرة سحيقة ، تنبعث من قرارات غامضة مجهولة ، فأرخت لفرسها العنان ، وسارت نصف مغمضة ، كأنها ثملة نشوانة . . . و بينما هي تمضى وكوكبة