صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/99

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

AV ثم وسادتها برهة ثم ألقتها جانباً ، واستوت في فراشها جالسة أخفت وجهها بين يديها ، وضغطت على عينيها ضغطاً شديداً . ثم انطلقت تقهقه من حركاتها الغريبة . ثم ارتدت إلى ما يشبه الوجوم ، وهي لا تدرى ماذا أصابها ، ولا تعلم من أمرها شيئاً ! - > و باتت ليلتها في يقظة ليست هي الأرق ، تتخللها فترات من النوم المنقطع المملوء بالأحلام . وعند ما أصبح الصباح كانت تحس في روحها نشوة ، وتحس في جسدها فتوراً ؛ ووجدت في نفسها شوقاً إلى الغابة لم تعهده من قبل على فرط حبها للغابة وما فيها ؛ وأخذت في التجوال كالعادة ، ولكن أذنها كانت مرهفة للأصوات والأصداء ؛ فما لبثت أن التقطت النغم الغائر المسحور ، فيممت نحوه في منعرجات الغابة في همس واطف ، ووقفت بعيداً عن مصدره تسمع ولا ترى ، حتى انتهى العازف من عزفه فبرزت له راكضة بفرسها نحوه . فلما قربت منه نهض الفتى واقفاً محيياً في احترام بالغ . فقالت في لهجة مرحة مشرقة : وهكذا غافلناك وسرقنا أنغامك دون أن تشعر بنا خذ هذه هدية اليوم ، جزاء ما سرقنا أنغامك الجميلة !