صفحة:المذاهب الفقهية الأربعة وانتشارها عند جمهور المسلمين.pdf/24

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

ابن دينار وسعيد بن أبي هند، وغيرهم.. رحلوا - إلى الحج في زمن هشام بن عبد الرحمن، والد الحكم، فلما رجعوا وصفوا من فضل مالك وسعة علمه وجلالة قدره ما عظم به صيته بالأندلس، فانتشر يومئذ رأيه وعلمه بالأندلس وكان رائد الجماعة شيطونُ، وهو أول من أدخل الموطأ إلى الأندلس مكملاً متقناً، فأخذه عنه يحيى بن يحيى، ثم أشار على يحيى بالرحيل إلى مالك، فرحل وأخذ عنه، فكان انتشار المذهب به، وبزياد، وبعيسى بن دينار.

وقال في موضع آخر:
إن سبب حَمْل ملك الأندلس الناس على المذهب المالكي في بعض الأقوال، أن الإمام مالكاً سأل عن سيرته بعض الأندلسيين فذكروا له منها ما أعجبه. فقال : نسأل الله تعالى أن يزيّن حرمنا بمالككم، أو قال كلاماً هذا معناه، وذلك لأن سيرة بني العبَّاس لم تكن مرضيةً عند مالك، ولَقِي منهم ما لَقى ممّا هو مشهور، فلما بلغ قولُه ملكَ الأندلس - مع ما علم من جلالة مالك ودينه - تحمل الناس على مذهبه وترْكِ مذهب الأوزاعيّ.

قلنا: وقد ذكر هذا السبب ابنُ نباتة أيضاً في «مسرح العيون» إلا أنه جعل ذلك في زمن عبد الرحمن الداخل، والذي أجمع عليه المؤرخون أن دخول المذهب كان في زمن ابنه هشام.

٦٩