( 134 )
وجودها وهيئتها رغماً عما طرأ عليها من التقلبات و المظالم والمصائب التي توالت عليها ، وهذا يدل على انها وهبت في طبيعتها حياة قوية وأنها مستعدة للمقاومة في المزاحمة مع الامم الأخرى ، فاذا كان الاقليم لم يعق الامة المصرية عن اتيانها باعظم لاعمال ولا عن تأسيس الشرائع و ابتكار العلوم والفنون فلماذا يصير مانعا لها من الترقى في هذه الايام التي قد تلطفت فيها بلا ريب درجة حرارة الاقليم؟
على انه لم يثبت بادلة صحيحة يسندها العلم ان الحرارة تأثر في الجسم والعقل تأثيرا سيئا . وغاية ما ينشأ عن اختلاف الاقليم تفاوت في الامزجة والأخلاق بين الامم فمن المشاهد ان سكان الشرق يمتازون بالذكاء وسرعة الفهم وقرة الذاكرة وهذه الصفات النفيسة تعوضهم ما قد ينقصهم من الجلد والمثابرة في العمل
وفى الشرق اقاليم باردة وسكانها ليسوا اقل انحطاط في المدنية من سكان الاقاليم الحارة
واما نسبة تأخر المسلمين في المدنية الى الدين