صفحة:المرأة الجديدة قاسم أمين.djvu/34

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

( ۲۰۱)

الى الآخر . والترقى الادبي انما هو هذا التضامن بعينه

وليس هذا بغريب فان التقدم في العلوم يؤدى الى التقدم في الآداب والاخلاق . لاريب ان الارتقاء العقلى يصحبه الارتقاء الادبى دائما فان العلم هو المادة التي يتغذى منها الادب . لاأقول انه لا يوجد الادب الا حيث يوجد العلم وانما اقول ان أدب الجاهل لا يمكن أن يكون ثابتا في نفسه مثل ثبات الادب في نفس العالم. العلم يخاطب العقل والحقائق العلمية لا تطلب ان يسلم بها من غير مناقشة بل تحتاج الى بحث وتعب وشغل والاعتياد على الاشتغال بالعلم يكسب الاعتيادعلى ضبط النفس الذي هو أهم أركان الادب . فاذا هم شخص اشربت نفسه العلم أن يعمل أمراً مخالفا للآداب نزع منه نازع الى النظر في ذلك الامر وآثاره ومزاياه ومضاره ثم رجع إلى نفسه ليعلم هل يصح لها أو لا يصح ويندر حينئذ أن يقدم عليه . اما الجاهل فان كان فاضلا لم نكن الفضيلة فيه الاعادة مجردة وهومستعد للاذعان