صفحة:المرأة في القرآن الكريم - عباس العقاد.djvu/59

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٥٨ -

وفي النشيد الخامس من أناشيد سليمان تقول المرأة : « أخبرني يا من تحبـه نفسي أين ترعى عنـد الظهيرة ؟ .. ولماذا أكون كمقنعـة عند قطعان أصحابك ؟ »

وفي الاصحاح الثالث من سفر أشعيا أن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن والمباهاة برنين خلاخيلهن بأن : « ينزع عنهن زينـة الخلاخيـل والضفائر والأهلة والحلق والأساور والبراقع والعصائب »

ويقول بولس الرسول في رسالة كورنثوس الأولى أن النقاب شرف للمرأة « فان كانت ترخى شعرها فهو مجد لها لأن الشعر بديل من البرقع وكانت المرأة عندهم تضع البرقع على وجهها حين تلقى الغرباء وتخلعه حين تنزوى في الدار بلباس الحـداد

فلا حاجة إلى التوسع في قراءة التاريخ للعلم بأن نظام الحجاب سابق لظهور الاسلام . لأن الكتب الدينية التي يقرؤها غير المسلمين ، قـد ذكرت عن البراقع والعصائب ما لم يذكره القرآن الكريم ، ولم يكن البرقع مما ذكره القرآن الكريم فيما أمر به من الحجاب

☆☆☆

فإذا بحث القوم عن تاريخ الحجاب في غير الكتب الدينية فالكتب المخصصة لهـذا البحث مملوءة بأخبـار الحجاب الذي كان يتخـذ لستر المرأة أو يتخـذ للوقاية من الحسد ، ويشترك فيـه الرجال والنساء بعض الأحيان . وأخبـار البرقع جزء من الأخبـار المستفيضة عن حجاب العزلة في المنـازل ، وخـارج المنازل ، في الطرقات والأسواق ، وقـد كان اليونان ممن فرض هـذه العزلة على نسائهم ، وكان الرومان ـ على ترخصهم في هـذا الأمر ـ يسنون القوانين التي تحرم على المرأة الظهور بالزينـة في الطرقات قبل الميلاد بمائتي سنة ، ومنهـا قانون عرف باسم « قانون أوبيا Lex Oppia يحرم عليهـا المغالاة بالزينـة حتى في البيوت

ولقـد غـلا المترفون من الأقـدمين في حالي الحجاب والتسريح فحجبوا المرأة ضنـا بهـا ، وسرحوها هوانا عليهم لأمرها ، وأوشك اعزازها أن يكون شرا عليهـا من هوانهـا . فاذا عزت عندهم فهي طير حبيس في قفص مصنوع