صفحة:المرأة في القرآن الكريم - عباس العقاد.djvu/62

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

المسلمين ، ولهـذا بدئت الآية بقوله تعالى : « یا نسـاء النقبي لستن كأحـد من النسـاء » ثم اقترن هـذا الأمر بأمر آخـر يعم الرجال الذين يفدون على النبي ، فيدخلون مسكنه بغير استئذان وفيـه زوجاته رضوان الله عليهن ، غير قـارات في بيـوتهن من المسكن الشريف ، فيدخل الزائرون ويخاطبـون آله على غير إذن منهن ، ولذلك نهى الزائرون أن يـدخلوه حتى يؤذن لهـم :

« يأيهـا الذين آمنـوا لا تدخلوا بيـوت النبي إلا أن يؤذن لـكـم إلى طعـام غـير ناظـرين اناه . ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتهم فانتشتروا ، ولا مستأنسين لحديث . إن ذلـكم كان يؤذى النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق . وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب • ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ، وما كان لكم أن تؤذوا رسـول اللـه .. » الأحزاب آية 153

وهـذا أدب من آداب الزيارة ينبغي أن يتأدب بـه الزوار كيفما كانت تقاليد الحجاب في غير البيوت

فلا حجاب إذن في الإسلام بمعنى الحبس والحجر والمهانة ، ولا عائـق فيـه لحـرية المرأة حيث تجب الحرية وتقضى المصلحة . وإنما هو الحجاب مانع الغواية والتبرج والفضول ، وحافظ الحرمات وآداب العفـة والحياء

وما من ديانة ولا شريعة يحمد منهـا أن تأذن بالتبرج ولا تنهى عنه ، أو يحمد منهـا أن تغضى عنـه ولا تفـرض له أدبا يهذبه ويكف أذاه فمثل هـذا التبرج في الجاهلية الأولى هـو الذي منعه الرومان بقانون ، وتغاضـوا عنـه يوم تغاضوا عن الفتن والملذات التي أطاحت بالدولة وأعقبت العالم سآمة من نزوات الجسد جاوزت حدودها ، وأوشكت أن تنقلب من نقيض الإباحة لكل شيء إلى نقيض الحرمان من كل شيء

ومثـل هـذا التبرج هـو الـذي توعـده النبي إشعيا بالدمار الذي بعصف بالزينـة فلا يبقى لهـا باقية ، فقال : « .. من أجل أن بنات صهيون