صفحة:المكافأة (1941).pdf/14

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

(ي)

بالفضل فآلست وحشتهم ، وفسحت رجاءهم وهكذا في كل قصة نجد بدائع يحسن الوقوف عندها وتذوقها وترديد الإعجاب بها . لم يقصد فيه مؤلفه إلى سجع ولا إلى توشية بأنواع من البديع ، و إنما قصد أن يؤدي المعنى من أوجز طريق وأيسره، فكان ذلك محمدة الكتاب، إذ لم يصرف النظر عن المعنى الجميل باللفظ المزوق قد يؤخذ عليه أنه إذا عرض للقصص أوضح في أسلوبه وأبان . وأما إذا خرج عن القصص غمض واعتراه شيء من الخفاء ، كما ترى في مقدمة الكتاب وخاتمته وآخر القسم الأول منه . ولعل عذره في ذلك، أنه يعمد إلى معان فلسفية وشرح حالات نفسية يعالجها على نمط الفلاسفة إذ كان متأثرا بهم ، مثقفا ثقافتهم، فهو إذا تفلسف غمض ، وإذا تأدب وضح . وأما ناحيته الأخلاقية، فقد التزم في الكتاب عرض قصص تدل على النبل والمروءة ، وعلى مجازاة الحسن بالحسن ، والقبيح بالقبيح. والحت على الصبر عند الشدائد ، فإنها ستتفرج لامحالة. وهذا ضرب من ضروب التعليم بالمثل، جرى عليه كثير من مؤلفي العرب والفرنج ، كما ترى في هذا الكتاب وتاب ” المسجاد من فعل الأجواد “ وكتب سمیلز بالانجليزية ونحوها.