صفحة:امرأتنا في الشريعة والمجتمع الطاهر الحداد.pdf/5

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

° مقدمة 5 بدأبها (۱) في المستقبل ولا ينبغي أن يعتبره هذا النجاح في الشعب إلا قوة جديدة فيه وتوفيرا لإنتاجه المادي والمعنوي وعونًا له عليه في حد لا يضيع مهمة النسل، وإذا كانت وظيفة تربية الأطفال التي تمتاز بها المرأة يضر بها هذا الاتجاه، فإن تأسيس معاهد الأطفال والإكثار منها يرفع كثيرًا من هذه التبعة على المرأة حتى يزيلها بالتدريج. وقد أخذت الدول الأروبية اليوم تباعًا بهذا الرأي مع التدريج، فأفسحت للمرأة في مقاعد النيابة وكراسي الحكم في الدولة. منا أما في الشرق فامرأتنا إلى الآن ما زالت تعيش وراء الحجب، وأنصارها يرون في تربيتها وتعليمها علوم الحياة العامل الوحيد في تقويم حياتها، وتأدية واجبها في المنزل والعائلة كاملاً، فتنجب لنا رجالاً ونساءً يملؤون أوطانهم أعمالاً تكسبها الفخر وتحقق لها النصر في الحياة. ويرون مع ذلك حقًّا شرعيا وطبيعيا أن تستثمر المرأة حريتها المدنية في استعمال ما لها من حق مباشرة بنفسها، وأخذ حظها من متاع الحياة كالرجل سواء. والمعارضون لها منا يرون في هذا القدر خروجا بالمرأة عما يجدر بها من الانزواء الذي يمنع الفتنة، والحجر الذي عليها للرجل . . وهي لا تحتاج في حياتها أو وظيفتها إلا لمعرفة محدودة في دائرة المنزل لا يلزم لها إقامة المعاهد العلمية في مختلف العلوم، ثم هي لا يتوقف عليها نهوض الشعب حتى نضطر لإعطائها الحرية الاجتماعية. ويمثلون لذلك بالمدنية العربية التي قامت على محض جهد الرجال. (۱) دأب في العمل وغيره دأبا، ودأبا، ودُعُوبًا: جد فيه.