صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/10

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
الرأي القديم في الفلك

٤


كثيرة فيظلم وجههُ كلهُ أو بعضهُ . وقلما تمضي ليلة ولا تُرى فيها نجوم تسقط من السماء وتضىء قليلاً ثم تختفي . وقد تتساقط نجوم كثيرة جدا في ليلة واحدة . ويظهر في السماء احياناً نجم له ذنب طويل او قصير يقيم اياماً او شهوراً يظهر كل ليلة بين النجوم ويغيب معها ولكن محله بينها ينتقل من مكان إلى آخر إلى ان يختفي تماماً . وقد رأى الناس ذلك كله من قديم الزمان ولا يزال عامتهم وخاصتهم برونه الآن كما رآه اسلافهم. و جمهورهم لا يهتم بما يرى ولا ينتبه لما فيه من الغرابة او الدلالة ولكن بعض الخاصة انتبه الى ما رأى فقاس السنة من حركة الشمس كما تقدم فرأى انها ٣٦٥ يوماً ونحو ربع يوم . وقاس الشهر القمري من سير القمر ورأى ان القمر لا يخسف الا اذا كان بدراً والشمس لا تكسف الا في آخر الشهر القمري . وان كل كسوف وكل خسوف يتكرر بعد ١٨ سنة وعشرة ايام ونحو ثلثي يوم . وان فصول السنة تابعة للجهة التي تشرق منها الشمس وكذا طول النهار وطول الليل وقصرها

الفصل الثاني

الرأي القديم في الفلك

ادرك الذين راقبوا الفلك من القدماء ان القمر بعيد جدا عن الارض وان الشمس ابعد منه وان نوره ليس اصليا بل مستمد منها كما ان نور الارض مستمد منها أيضاً . وان خسوف القمر ناتج من وقوع ظل الأرض عليه فهي كرة لأن ظلها مستدير والشمس اكبر منها لأنها تجعل لها ظلا طويلا صنوبريا وهو الذي ينخسف القمر بالمرور فيه

وقد استغربوا كما يستغرب العامة الآن كيف تغيب الشمس في المساء عنـد الافق الغربي ثم تظهر في الصباح عند الافق الشرقي واغرب من ذلك ان القمر يغيب مثلها ويطلع مثلها ولكنه يخالفها في ازمنة شروقه وغيابه وفي تغير وجهه . وكذلك النجوم تشرق وتغرب ولكنها لا تكتفي بهذه الدورة اليومية حول الأرض بل تدور حولها دورة سنوية ايضاً كأن السنة الأرضية وهي ٣٦٥ يوماً ونحو ربع يوم حاكمة على الشمس والقمر والنجوم . والكواكب السيارة مشمولة بهذا الحكم ولكن كل واحد منها خاضع لسير آخر خاص به . رأواكل ذلك فاخذوا يبحثون