صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/145

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بسائط علم الفلك


كثيرة ثم يلد أنواعاً اخرى في احوال مخصوصة . فالنوع فصل قائم برأسه كالفرد ولهُ حياة طويلة نسبتها إلى حياة الفرد كنسبة حياة الفرد الى حياة الحويصلات التي يتألف منها جسمهُ . فان جسم الحيوان مؤلف من حويصلات صغيرة وكل حويصلة منها تولد وتلد حويصلة مثلها ثم تموت وتندثر في ساعات او ايام والحيوان يولد وبلد ثم يموت ويندثر في سنة أو سنوات واذا مشينا على هذا القياس فلا يبعد ان يجري النوع والجنس هذا المجرى فيكون للكون كله نظام واحد من اعلاه الى اسفله »

واذا صح مذهب المسيو بلو فيكون تولد العوالم جارياً على موجب الناموس الذي يتولد به الطفل من والديه والبزرة من عضوي التذكير والتأنيث في النبات اي تلتقي كرة فلكية بسديم فلكي فينشأ من التقائهما او تزاوجها شمس وسيارات واقمار ويكون للتولد في الكون كله ناموس واحد شامل لكل ما فيه من الكائنات

الخاتمة

مهما كان أصل النظام الشمسي ومهما كانت الطريقة التي تكون بها فلا شبهة في ان الشمس والسيارات كانت وقتاً ما شديدة الحمو . الشمس أشدها حموا والسيارات اكبرها اشدها حموّا ويتلوه ما بعده جرماً إلى آخرها ثم جعلت هذه الاحرام تشع حرارتها وتبرد اصغرها يبرد قبل اكبرها . والمرجح انه لما بردت الكرة الارضية حتى جمدت قشرتها كانت الشمس لا تزال في حالة شبيهة بالسديم فقد كانت اولا مثل نجم من نجوم الهاليوم الضارب بياضها إلى الزرقة بحيط السديم بها كما يحيط بنجوم الثريا ثم تدرجت فصارت مثل النجوم التي من نوع الشعرى ودامت في هذه الحالة زماناً أطول من الزمان الاول لان النجوم التي من هذا النوع أكثر عدداً من نجوم النوع الأول ، واستمر الاشعاع منها الى ان بلغت حالتها الحاضرة بنورها الاصفر الذهبي قصارت مثل النجوم التي من نوع السماك الرامح . وستستمر على الاشعاع الى ان يصير لونها احمر قانياً كقلب العقرب. اما كم من من الدهور عليها حتى تدرّجت من الحالة الاولى الى الثانية فلا يحتمل ان يصل علم الناس اليه فقد حسب السر جورج دارون انهُ مضى على القمر من