صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/152

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

صور السماء والأسماء العربية

۱۰٤


واختلفوا فيها من وجه آخر كما ترى في صورة الجوزاء فان اكثر الناس متفق على جعلها صورة اخوين قائمين احدها بجانب الآخر ولكن الاكاديين يصورونهما متقابلين ورجلا الواحد امام رحلي الآخر . وكذلك اختلفوا في سبب تسميتها فالثريا في العربية يقال انها مشتقة من الثراء اي الغنى لأنها من انواء القمر ذات الخصب وفي اللسان المصري القديم معنى اسمها الكثرة لكثرة نجومها وفي الهندية الدجاجة وفراخها وهنود اميركا يسمونها ما معناه الرجال والنساء أو الراقصات . والمجرّة معناها في العربية اثر الحبل وتسمّى ايضاً شرج السماء اي فتقها او منفرجها واسمها بالصينية النهر السماوي وسماها شعراء اليونان نهر اللين الذي اراقته الكيمى وهي ترضع هرقل وسمّاها بعض هنود اميركا طريق النفوس . والدب الاكبر يسميه العرب بالنعش وبناته ومعناه في السنسكريت المركبة ولكن اسمه يلتبس باسم الدب والمظنون ان ذلك جعل اليونانيين يسمونهُ دبّا ( اركتس ). وهنود شمالي اميركا يسمونهُ دبّا ايضاً ولكنهم لم يضيفوا اليه بنات نعش التي هي ذنب الدب لانهم يعلمون ان الدب قصير الذنب فقالوا انها ثلاثة صيادين يطاردون الدب . والاسكيمو قالوا انهُ صورة وعلى كبير والهنود انه صورة فيل

وفي كل ما تقدّم قلما يرى شيءٌ من المشابهة بين الاسماء والمسميات . وقد ندر اتفاق شعبين على اسم واحد الا اذا كان الشعب الواحد قد اقتبس الأسماء من الشعب الآخر كما في اسماء البروج التي اقتبسها العرب عن اليونان واليونان عن الكلدان او اذا كانت الصورة مشابهة لشكل هندسي كما في المثلث والصليب . ولو اكتفى العرب باسمائهم القدبمة ما كان يعرفه اصحاب الانواء ما وجدنا شيئاً من المشابهة بين أسمائهم واسماء الصور السماوية المعروفة في وقتنا هذا

*
* *

واذ قد عهد ذلك نتقدم الى وصف صور السماء معتمدين على نسخة خطيّة من كتاب الصوفي وعلى كتاب محاسن السماء للدكتور ڤان ديك وما ذكره القزويني في هذا الموضوع في كتابه عجائب المخلوقات ونحو ذلك من الكتب . وكلها تذكر الصور الشمالية اولا ثم صور دائرة البروج ثم الصور الجنوبية